السلام عليكم
حكاية الآه و آي !
ذات مرة كان هناك رجل غني، لكنه كان شديد البخل، كان هذا الرجل كلما استخدم خادماً
يتفق على منحه مائتي درهم في نهاية كل شهر، مقابل عمله، لكن عندما تحل نهاية
الشهر و يحين موعد دفع الأجر، ينادي الرجل البخيل خادمه و يقول له :
- خد هذين الإناءين ، و اذهب بهما إلى السوق، و اشتر لي بعض من (( الآه )) و (( الآي
)) ، و إذا لم تحضرهما فسيعرف الجميع أنك خادم مقصر و كسول ، و لن تحصل على أجرك.
لكن أحداً لم يعرف ماهو هذا (( الآه )) أو ذاك (( الآي )) ، و لا من أين يستطيع أحضارهما،
لذلك لم يحصل أي خادم على المائتي درهم.
ذات يوم التحق فتى ذكي، واسع الحيلة بخدمة الرجل البخيل، و قال لنفسه:
- سأريه جيداً ماذا يكونان هذان الآه و الآي ...و لن أدعه ينساهما حتى آخر يوم في حياته !
و
اشتغل الفتى الشهر بطوله عند الرجل البخيل، و عندما أرسله سيده في نهاية
الشهر إلى السوق ليشتري له بعض (( الآه )) و (( الآي ))، قال الفتى لسيده :
- حسناً يا سيدي .. لكن يجب أن تعطيني مائة درهم الان ، فقد أرتفع ثمن (( الآه )) و (( الآي )) في الفترة الأخيرة .
رغم دهشة الرجل من هذا الطلب ، فقد أعطى الفتى المائة درهم، معتقداً أن الفتى لن يستطيع شراء (( الآه )) و (( الآي )) .
أخد
الفتى الاناءين، ووضع في أحدهما حشرة كبيرة من نوع (( أم أربع و أربعين ))
التي تلدغ لدغة مؤلمة، ووضه في الثاني عقرباً، ثم عاد إلى سيده.
سأل الرجل الفتى:
- ماذا أحضرت ياهذا ؟
قال الفتى و هو يمد يده بالاناء الأول الذي يحتوي على أم أربع و أربعين:
هذا هو الآه !
قال الرجل و هو يحدق في قاع الإناء المعتم غير مصدق:
- هل تقصد ان هذا الذي وضعته هنا هو الآه ؟!
اجاب الفتى:
- ضع أصبعك داخل الإناء، و سترى صدق قولي.
وضع الرجل يده داخل الإناء، فلدغته أم أربع و أربعين لدغة مؤلمة، صرخ الرجل في ألم قائلاً:
- آآآآآه.
عنذئذ ضحك الفتى عالياً و قال:
- أرأيت ؟! .
ثم أشار الفتى إلى الإناء الآخر و قال:
- و إذا شئت ستجد الآي في هذا الإناء الآخر !
لكن الرجل أسرع يقذف بالمائتي درهم و هو يصيح به:
- حسناً ..هذا اجرك ... خذه و اغرب عن وجهي !
و
لم يحاول الرجل البخيل ان يضع يده أبداً في الإناء الثاني، ليرى ما إذا
كان الفتى قد عثر حقاً على (( الآي )) فقد كفاه ما أصابه من (( الآه )) .
نقلت القصة من مجلة ماجد .
الموضوع الأصلي :
حكاية قبل النوم المصدر :
منتديات بصمة حزن الكاتب:وردة الاحلام