بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
فرصة للتغيير :
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإيمان بالهدى ، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا فردًا صمدًا ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، ما أكرمه عبدًا وسيدًا ، وأعظمه أصلاً ومحتدى ، وأبهره صدرًا وموردًا صل الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام ، غيوث الندى ، وليوث الفدا ، صلاة وسلامًا دائمين من اليوم وإلى أن يبعث الله الناس غدًا .
أحبتي في الله ،،، والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة إني أحبكم في الله ، وأسأل الله تعالى أن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله ، وأسأله أن يلهمني وإياكم التوفيق والسداد ، وأن يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب ، وأن يطهرنا من خطايانا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأن يغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد .
إلى الباحثين عن السعادة في كل مكان ..
إلى من يحلم بلحظات الراحة والاطمئنان ..
إلى كل من يشعر بالقلق والاكتئاب ..
إلى كل من حياته ضنك وعذاب ..
إلى من ظن علاجه في النسيان ..
إلى من حسب دواءه في تغاير الأزمان ..
إلى من يهرب من مشكلاته ويفني حياته بمشاهدة فيلم أو تمثيلية أو مسرحية ..
إلى من يفر من أزماته ويهدم دينه في كأس خمر أو قطعة حشيش أو تذكرة هيروين ..
إلى من ظن النعيم ـ وهو ذل النفس ـ في عشق الفتيات ومصاحبة الفاجرات وارتياد الحانات ..
إلى من يحسب أن تفريج همه في دخان السيجارة ، وهو يحرق نفسه في وبال وخسارة ..
إلى كل هؤلاء ... .. هلموا إلى الله ..
فالله وحده القادر على أن يريح بالك ، ويصلح حالك ، ويسعد حياتك ، ويمنحك رغد العيش ، ويفرج همك ، ويكشف عنك كربك ، ويضمن لك حياة طيبة في الدنيا والآخرة .
أحبتي في الله ،،، حديثنا اليوم سوف يتوقف عند حالة أحد هؤلاء التعساء الذين يبحثون عن السعادة ، ويحلمون بذهاب همومهم وانفضاض جبال الدنيا عن عاتقهم .
حديثنا إلى المدخنين من المسلمين ، أبذل لهم غاية جهدي حتى يقلعوا عن هذا الوباء الخطير ، أحاول أن أوقظهم من هذه الغفلة ، أحاورهم .. أسائلهم .. وكل ما أرجوه أن يمنحوني وقتًا يسيرًا نقف فيه مع النفس وقفة مصارحة .
أما شعرت - مرة واحدة - أنك مستهدف ، أن الأمم تتداعى على أمتك الإسلامية لتنزل بها الذلة والمهانة ؟
أما ترى المسلمين يُذبحون ويحاصرون ويضيق عليهم في كل مكان ؟
أما أثارت فيك نذر الله من زلازل وأعاصير وخسف ومسخ شعوراً بضرورة اليقظة ؟
لابد أن تدرك ما يٌكاد من أجل طمس هويتك .. من أجل مسخ اعتزازك بدينك .. إنهم يريدونك عبدًا للهوى .. عبدًا للدنيا .. وكلٌ على شاكلته؛ فهذا عبد المرأة ، وهذا عبد المال وهذا عبد السيجارة .
أخي المسلم ،،، هل تعلم أن الإحصائيات العالمية التي أجرتها المراكز المتخصصة ذكرت أن أكبر نسبة مدخنين في العالم توجد في العالم العربي !! ، وأن أكبر نسبة مدخنين في العالم العربي توجد في مصر ، وأكبر نسبة مدخنين في مصر من المسلمين !!
أليس في هذا نذير لك ؟! .. ألا تشعر بحجم المأساة ؟
إنه عار وشنار أن نكون نحن المسلمين أكثر من يقترفون هذا الجرم الأثيم !
أخي المسلم ،،، يا من تمسك في يديك لفافة ثم تضعها في فمك نارًا مشتعلة ... الله لا يحب أن يطعمك نارًا .
يا من تطعن دينك بالسيجارة ... أمَا تخشى نارًا وقودها الناس والحجارة ؟؟
أخي المسلم ،،، هل ترضى أن تكون عبد السيجارة ؟
إن الله ابتعثك - أيها المسلم - حرًا ، ولن تكون حرًا إلا إذا تبرأت من عبودية كل شيء سوى الله جل وعلا، فلا تذل إلا له ، ولا تنقاد إلا لأوامره ، ولا تنتهي إلا عمَّا حرم . حينئذ تكون مسلمًا حقًا ، فالإسلام الذي تحمله وتدين به ليس مجرد اسم في بطاقة هويتك، الإسلام يعني أن تستسلم لله وحده ، وتخلص من الشرك وأهله .
أخي المسلم ،،، لعلك الآن تريد أن تقول لي : إنك مُبالغ ، فالتدخين لا يعني كل هذا، فمن قال : إنني عبدٌ للسجائر ، السجائر مجرد دخان أنفخه، ربما أنفخ فيها همي وضيقي ليس إلا !!!
دعني أُقرب لك الأمر ، عندما تكون نائمًا وإذا بأذان الفجر ينادى عليك : ( الله أكبر .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. الصلاة خير من النوم ) ، وإذا بك تتكاسل ولا تلبي النداء لمقابلة الله جل وعلا ، لكنك في المقابل إذا أردت أن تدخن سيجارة تفتش سريعًا في جيوبك ، تسأل من حولك ، تسرع لكي تشتريها ولا تبالي بما تدفع لكي تنالها ، وإن لم يكن معك تسولت لأجلها .. ! كلُ ذلك في سبيل سيجارة ..! ، وبعد كل هذا تزعم أنك لست عبداً لها !!
إنني لا أبالغ حين أقول إن هذه السيجارة :
- تقدح في إيمانك ..
- تنقص من قدرك عند الله ..
- تُظلم قلبك ..
- تُوردك غدًا موردًا عسرًا .
ثم من خدعك بأن السيجارة تفرج الهمَّ ؟!!
الله وحده مفرج الكرب ، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته ، والسيجارة معصية كما سأثبت لك بإذن الله ، فكيف تنال رضا الله بمعصيته ؟ .. وكيف تظن أن السعادة والطمأنينة وراحة البال جزاء من يعصي الله ؟
والله يقول : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد : آية_28،
والله يقول : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمِْ } محمد : آية_2.
أخي المسلم ،،، لعلك - إن أنصفت نفسك - تقر بأنك تحتاج أن تتخلص من عبودية كل شيء سوى الله .
وأول ذلك : أن تستشعر فقرك وشدة احتياجك إلى الله، وحينئذٍ عليك أن تقف حيث يريد الله ، فلا تخطو خطوة إلا إذا أدركت أنه أذن لك ، أما إذا وقفت مع نفسك واتبعت الهوى فإنه سبيل الردى ، ألا تعلم أن أهل الجنة هم الذين يخشون ربهم ويخالفون أهواءهم ؟
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } النازعات:آية_
إذا تبين لك ما سبق، فتعالَ بنا نسأل أهل العلم من العلماء العاملين الربانيين:
هل التدخين حلال أو حرام؟
بداية علينا أن نلمَّ ببعض الأمور الخاصة بالتدخين ، وهى ظواهر واقعية ليست من نسج الخيال ، حتى نصل إلى الحكم الشرعي .
ظواهر حول التدخين :
أولاً: التدخين بداية الضلال :
ثبت أن التدخين - في غالب الأحوال - هو بداية الطريق إلى المخدرات والمسكرات ، بل ارتبط التدخين بكثير من الشخصيات غير السوية من المنحرفين والمجرمين ، وهذا الأمر واقعٌ وملموس ولا يحتاج إلى دليل لإثباته ، وإذا كان الأمر كذلك فإن الفطرة السليمة ينبغي أن تنفر منه
الموضوع الأصلي :
فرصة للتغيير المصدر :
منتديات بصمة حزن الكاتب:rahaf